الجمعة، 22 مايو 2009

وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ


السلام عليكم ورحمة الله


لا أدري ما الذي يحدث لي فأنا أتخبط وأنظر إلى نفسي فأرى حالي من سيئ إلى أسوأ، وأشعر بأني بدون قلب نعم بدون قلب. لم أعد أرى طريق العودة إلى الله كما كنت أراه. كنت عندما أبتعد عن الله أعود وتكون عودتي بتوبتي ودموعي وخشوعي، ولكن الآن وأنا أبلغ من العمر 26 سنه أرى أني لم أعد أقوى على مواجهة رغباتي؛ فهي تسحبني إلى الهاوية لم أعد أصلي منذ فترة بعد أن كنت مواظبا على الصلاة في وقتها ولا أفوّت على نفسي صلاة واحدة، وكنت بمقام الداعي إلى الصلاة لأصدقائي.
ماذا أفعل ليعطيني الله قلبا جديدا أشعر وأحس به بقربي إلى الله؟.. أتوق أن أذهب لعمل العمرة أو الحج ولكني لا أملك المال.. أشعر بأني أحتاج لأن أعود كطفل صغير لأبدأ حياتي من جديد بدون معاص وذنوب، أشعر بأني أريد أن أبكي حالي على ما وصلت إليه من انحطاط.
ما زلت بين الناس أتحلى بالأخلاق وأعطي كل ما لدي لهم ولا أشتم ولا أتلفظ بأي لفظ غير لائق، وأحافظ على المكان الذي أعمل به. خيري للناس وليس لنفسي. أقرأ مدونتك هذه كثيرا يا ملكة الحجاب ..أرجو أن تساعدينى.. بما لديك من كتب دينية .. بما لكى من علاقات طيبة بأهل الدين..هل الله يهدى المؤمنين الطائعين فقط ليزيدهم هدى ؟ هل العاصى من اكتسب كل الذنوب والموبقات سيموت على المعصية .. حاولت مرا التوبة .. حاولت .. لكن الله لم يغفر لى ولم ينصلح حالى.. متى سيقبلنى الله؟ ماذا أفعل وأرجو ألا تنشرى إسمى الحقيقى فى نشرك لموضوعى


كانت هذه هى الرسالة التى وردت إليا على الإيميل الخاص بالمدونة

وحرصت على عدم ذكر اسم الشخص بناء على طلبه

وقبل أن أبدأ بالرد أود أن أوضح أنى أجتهد وأبحث ..فلا زلت لا أرتقى أبدا إلى مسمى داعيه .. وحاولت البحث فى ذلك لعل الله يهدي بى رجلاً واحداً خير لى من حمر النعم





وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


أخي ( ع ) جعلك الله ممن ينطبق عليهم قوله عز وجل فانطبق عليهم قول الله عز وجل: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}. فالله عز وجل إذا علم من العبد صدق التوبة والإيمان فتح أمامه طرق الهداية والعودة إليه؛ فهو القائل -عز وجل-: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقُوَاهُمْ}. وكأني بك الآن تتساءل: "هل معنى ذلك أن الهداية للمؤمنين الطائعين فقط، وأنه لا أمل للعاصي؟" فأقول لك: لا يا أخي، إن المقصود بالآيتين الكريمتين أن هناك نفوسا طيبة بطبيعتها تقبل الهداية وتريد التوبة والعودة بصدق، فإذا علم الله منها ذلك يسر لها طريقة العودة والرجوع إليه، ومهد لها طريق الهدى والرشاد، فإذا استمرت في سيرها في هذا الطريق زادها الله هدى على هداها؛ فأصبحت من الهداة المهديين

وأراك لا تزال حائرا، وتتساءل: "وما أدراني أن نفسي من هذه النفوس؟ وماذا أفعل حتى يمهد لي الله هذا الطريق؟


أقول لك: أظن أنك إن شاء الله من هذا الفريق، وها أنت قد وضعت قدمك على أول الطريق؛ فرسالة مثل رسالتك وصدقك فيها لا يخرج إلا عن إنسان أدرك خطأه، وشخّصَ داءه ويسأل عن الدواء، فلا تدري يا أخي كم هزني قولك: "وأشعر بأني بدون قلب.. نعم بدون قلب. لم أعد أرى طريق العودة إلى الله كما كنت أراه".





لا يا أخي، طريق العودة إلى الله موجود، وبابه دائما مفتوح، ويده مبسوطة بالليل ليتوب مسيء النهار ومبسوطة بالنهار ليتوب مسيء الليل، هو أرحم بنا من أمهاتنا ومن أنفسنا، خيره إلينا لا ينقطع مع كثرة معاصينا، وتقربه لنا مع غناه عنا ليس له حدود.
ولكنه -سبحانه وتعالى- تعهد على نفسه أن يأخذ بيد من أراد التوبة والرجوع إليه، وعلامة ذلك مجاهدة النفس وإلجامها بلجام التقوى؛ فقد قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}؛ فهداية السبيل متوقفة على الأخذ بالأسباب الموصلة لها، وأبرزها مجاهدة النفس وهو المقصود بهذه الآية الكريمة التي نزلت قبل الأمر بجهاد الأعداء، وأنت -أخي الحبيب- قد وضعت قدمك على أول طريق المجاهدة، وبدأت تخطو فيه بعض الخطوات؛ فلا تتوقف عن السير فيه؛ فأول هذا الطريق الإدراك والشعور بالذنب، ثم يأتي بعد ذلك الاعتراف به مع النفس ومواجهتها به في شجاعة، ثم تلمُّس علاجه والسعي الحثيث له في مظانه، وها أنت قد جئت تطلب العلاج منا، ونسأل الله أن يعيننا على وصفه لك بعد أن وفرت علينا تشخيص الداء..





وبداية لا بد أن تعرف أن الإنسان بطبعه مهيَّأ لطريقين تتنازعه قوتان؛ فهو ترفعه مشاعر الخير إلى السمو، وتهوي به دوافع الشر إلى الحضيض، قال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}.


هناك فريق من الناس إذا غلبه شيطانه فضل وهوى، سرعان ذكر الله فأفاق، وتنبهت أسباب الخير في نفسه فأناب، وأسرع بالتوبة، يغسل بها الذنوب والآثام، ولقد علم الله من الإنسان ضعفه فيسر عليه السبيل في جهاده نفسه، وفتح له باب الرجوع على مصراعيه، وناداه في محكم كتابه {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ}؛ فهذا الفريق سريع الذكر سريع الأوبة والعودة وعده الله المغفرة والمثوبة {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}.

وهناك فريق آخر يستهويه الشيطان فينسى من نفسه معنى الروح والإنسان، ويهوي به الحنين إلى معنى الطين الذي خلق منه؛ فإذا ضل فلا سبيل للعودة، وإذا زل فلا طريق للتوبة، وإذا هوي به ذنبه هوي به إلى مكان سحيق، بعد أن كان صراط الله المستقيم واضحا أمامه؛ فهذا يصدق عليه قول الله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا}.
أخي الحبيب إذا كنت قد قصرت في حق نفسك وربك؛ فكن من الفريق الأول، وانفض عن نفسك غبار الغفلة، وأزح عن عينيك بريق المعاصي الذي يهوي بصاحبه إلى قعر جهنم، وقوِّ في نفسك معنى الإنسان والروح الذي تصير به في منزلة أعلى من الملائكة، وها هو ربك يفتح أمامك أبوابه، فاستعن على الدخول إليها بقصر الأمل وتذكر الموت الذي يأتي بغتة، وألح على الله تعالى بالدعاء؛ فهو سبحانه القائل في حديثه القدسي: "يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة".







أخي قم الآن بمجرد قراءتك كلماتي هذه، وتوضأ وصل ما فاتك اليوم من صلوات، وقف أمام ربك موقف الخاضع الذليل، متذكرا أنه ربما يأتيك الموت الآن أو بعد لحظات، فسابق الموت قبل أن يسابقك، واستعد له قبل أن يباغتك؛ فهو يأتي بغتة، وحينها لا ينفع نفسا إيمانها. وتأكد أن العمر لن يرجع بك ولن تعود طفلا صغيرا -كما تتمنى- لتبدأ حياتك بلا ذنوب، ولكن الفرصة ما زالت أمامك فانتهزها، والعمر ما زالت فيه بقية فلا تضيع ولو لحظة واحدة منه، وإذا كان شهر رمضان قد انقضى أكثره فما زالت هناك أيام العتق من النار؛ فشمر فيها عن ساعد الجد والاجتهاد، وأرِ ربك من نفسك خيرا، وأكثر من دعائه -عز وجل- أن يهديك السبيل، وأن يرزقك قلبا جديدا تشعر به بقرب الله منك، متمثلا قول الشاعر:
إلـهي لا تـعذبـني فإنـي *** مقر بالـذي قد كـان مـنـي


وما لي حيلـةٌ إلا رجـائي *** وعفوك إن عفوت وحسن ظني


وكم من زلة لي في الخطايا *** وأنـتَ عـليّ ذو فـضلٍ ومنِ


إذا فـكرتُ في ندمي عليها *** عضضتُ أنـاملي وقرعتُ سني



أخي، عاهد الله عز وجل على الصدق معه والرجوع إليه، وكن رجلا مع ربك، كن من الذين قال تعالى فيهم: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ}. وضع أمام عينيك دائما قول الله تعالى: {فَأَمَّا مَن طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}.






لتذكر دائما أن الله القائل وقوله الحق وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ولتقرأ الموضوع السابق لهذا أيضا ً


أنت تحتاج إلى مجاهدة كبيرة للنفس، وستجد صعوبة في البداية ولكن ثق أن هذا في البداية فقط، وبالصبر ستتذوق حلاوة الطاعة، وإذا تذوقتها فلن تتخلى عنها بعد ذلك. ويفيدك في هذا الجانب أن تقرأ في سير الصالحين والعائدين إلى الله، وفي كتب الرقائق.
و إذا دعتك نفسك للمعصية فكرر عيها "الله شاهدي.. الله ناظري.. الله معي"، مستشعرا مراقبة الله لك.
ولتحمد الله على تحليك بحسن الخلق بين الناس؛ فهذا سبب لقربك من الحبيب -صلى الله عليه وسلم- والله عز وجل يعفو ويصفح عن الذنوب التي في حقه بمجرد التوبة، ولكن الذنوب التي في حق العباد فلا بد من استسماح أهلها.
وأكثر من ذكر هادم اللذات فهو يأتي بغتة، وحين يأتي لا تنفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.
وفي النهاية أخي الكريم أسأل الله لنا ولك الهداية والرشاد، وأن يردنا إلى ديننا ردا جميلا، وأسألك دعوة صالحة بظهر الغيب يكفر الله بها عنا ما كان من تقصير، وأن لا تبخل علينا بمتابعة تطورات حالتك. وتقبل الله منا ومنكم.




السبت، 2 مايو 2009

إذا احببت الله..احبك الله


........................................................


Photobucket






عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (( إذا أحب الله تعالى العبد، نادى جبريل، إن الله تعالى يحب فلاناً، فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض )) متفق عليه


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ,,فهذا حديث عظيم يرتجف له قلب المؤمن الراجي لحب سيده ومولاه , رب السماوات والأرض وملك الملوك وجبار الجبابرة الرحيم الكريم البر الحليم , العفو الودود الجميل اللطيف الخبير و العالم بذات الصدور ,الصمد , الواحد الأحد السميع البصير , الذي أشرقت لنور وجهه السماوات والأرض وصلح به أمر الدنيا والآخرة ,,سبحانه وتعالى ربي ورب الأولين ,لا اله الا هو ,تعالى الله عما يشركون








,اللهم اننا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا الى حبك








,,وقد بحثت له عن شرح ,,



فوفقني الله لشرح العلامة الإمام المحقق شيخ الإسلام محمد بن صالح العثمين رحمه الله ,, في شرحه لرياض الصالحين في المجلد الثالث ,, إذ أن النووي رحمه الله قد أورده في باب علامات حب الله تعالى لعبده ,,فنقلته وأرجوا من الله تعالى لي ولإخواني وأخواتى الأجر والنفع ,,





قال تعالى: ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [آل عمران:31] ، وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [المائدة:54]






وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله تعالى قال : من عادى لي ولياً ، فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني، أعطيته، ولئن استعاذني، لأعيذنه )) رواه البخاري







وفي رواية لمسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله تعالى إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال : إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول : إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل، فيقول : إني أبغض فلانا، فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه ، فيبغضه أهل السماء ثم توضع له البغضاء في السماء ))








وعن عائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعث رجلاً على سرية فكان يقرأ لأصحابه قي صلاتهم ، فيختم بـ (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) فلما رجعوا ، ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : سلوه لأي شيء يصنع ذلك ؟ )) فسألوه، فقال : لأنها صفة الرحمن ، فأنا أحب أن أقرأ بها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أخبروه أن الله تعالى يحبه )) متفق عليه





سنغوص تعمقاً فى تلك الأحاديث القدسية والنبوية إجتهاداً منى للوصول إلى مرضاة الله وماسبق من أحاديث هى صحيحة ومرجعى فيها من كتاب شرح رياض الصالحين للعلامة بن عثيمين المجلد الثالث باب – 47 :باب علامات حب الله
تعالى للعبد ..
وأدعو الله أن ما أتلفظ به من قول أو فعل أو حرف أخطه هنا بيمناى يكون حجة لى وليس حجة عليا يوم ألقى وجهه الكريم..اللهم أسألك العون والتوفيق..اللهم آميين






نبـــــــدأ باسم الله الرحمن الرحيم شرح المعنى ..والغوص بروحانيات علامات حب الله عز وجل لعباده
................................................................


لأن لكل شيء علامة ، ومحبة الله للعبد لها علامة ؛ منها كون الإنسان متبعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه كلما كان الإنسان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتبع ؛ كان لله أطوع ، وكان أحب إلى الله تعالى ..وقد قال الله تعالى


( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )[آل عمران:31]. يعني إن كنتم صادقين في أنكم تحبون الله فأروني علامة ذلك : اتبعوني يحببكم الله



وهذه الآية تسمى عند السلف آية الامتحان ، يمتحن بها من ادعى محبة الله فينظر إذا كان يتبع الرسول عليه الصلاة والسلام ؛ فهذا دليل على صدق دعواه وإذا أحب الله ؛ أحبه الله عز وجل ، ولهذا قال : ( فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ) وهذه ثمرة جليلة ؛ أن الله تعالى يحبك ؛ لأن الله تعالى إذا أحبك ؛ نلت بذلك سعادة الدنيا والآخرة .






ثم قال الله عز وجل في الحديث القدسي : (( وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضه عليه )) يعني أحب ما يحب الله الفرائض . فالظهر أحب إلى الله من راتبة الظهر ، والمغرب أحب إلى الله من راتبة المغرب ، والعشاء أحب إلى الله من راتبة العشاء ، والفجر أحب إلى الله من راتبة الفجر ، والصلاة المفروضة أحب إلى الله من قيام الليل ، كل الفرائض أحب إلى الله من النوافل ، والزكاة أحب إلى الله من الصدقة ، وحج الفريضة أحب إلى الله من حج التطوع ، كل ما كان أوجب فهو أحب إلى الله عز وجل .(( وما تقرب إلى عبد بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إليَ بالنوافل حتى أحبه )) وفي هذا إشارة إلى أن من أسباب محبة الله أن تكثر من النوافل ومن التطوع ؛ نوافل الصلاة ، نوافل الصدقة ، نوافل الصوم ، نوافل الحج ، وغير ذلك من النوافل .

فلا يزال العبد يتقرب إلى الله بالنوافل حتى يحبه الله ، فإذا أحبه الله كان سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سأله ليعطينه ، ولئن استعاذه ليعيذنه .


(( كنت سمعه )) يعني : أنني أسدده في سمعه ، فلا يسمع إلا ما يرضي الله ، (( وبصره )) أسدده في بصره فلا يبصر إلا ما يحب الله (( ويده التي يبطش بها )) فلا يعمل بيده إلا ما يرضي الله (( ورجله التي يمشي بها )) فلا يمشي برجله إلا لما يرضي الله عز وجل ، فيكون مسدداً في أقواله وفي أفعاله


(( ولئن سألني لأعطينه )) هذه من ثمرات النوافل ومحبة الله عز وجل ؛ أنه إذا سأل الله أعطاه ، (( ولئن استعاذني )) يعني استجار بي مما يخاف من شره (( لأعيذنه )) فهذه من علامة محبة الله ؛ أن يسدد الإنسان في أقواله وأفعاله ، فإذا سدد دل ذلك على أن الله يحبه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) ( يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم ) [الأحزاب: 70 ،71]




وذُكر أيضاً أحاديث أخرى في بيان محبة الله سبحانه وتعالى وأن الله تعالى إذا أحب شخصاً نادى جبريل ، وجبريل أشرف الملائكة ، كما أن محمداً صلى الله عليه وسلم أشرف البشر . (( نادى جبريل إني أحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل ، ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض فيحبه أهل الأرض .وإذا أبغض الله أحداً ـ والعياذ بالله ـ نادى جبريل : إني أبغض فلاناً فأبغضه ، فيبغضه جبريل ، ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه ، فيبغضه أهل السماء، ثم يوضع له البغضاء في الأرض ، والعياذ بالله ؛ فيبغضه أهل الأرض وهذا أيضاً من علامات محبة الله، أن يوضع للإنسان القبول في الأرض، بأن يكون مقبولاً لدى الناس ، محبوباً إليهم ، فإن هذا من علامات محبة الله تعالى للعبد .








عن قتادة بن النعمان -رضي الله عنه- قال - صلى الله عليه وسلم -: (إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء) .





الحمد لله الذي عرف أولياءه غوائل الدنيا وآفاتها، وكشف لهم عن عيوبها وعوراتها حتى نظروا في شواهدها وآياتها، ووزنوا بحسناتها سيئاتها فعلموا أنه يزيد منكرها على معروفها، ولا يفي مرجوها بمخوفها، ولا يسلم طلوعها من كسوفها ..ياحبيبى ياإلهى..ياحنـّـان يا منـّـان يابديع السموات والأرض ..كم هو جميل حُبك..ومعنى الحديث النبوى الشريف أن (إذا أحب الله عبداً حماه) أي حفظه من متاع (الدنيا) أي حال بينه وبين نعيمها وشهواتها ووقاه أن يتلوث بزهوتها لئلا يمرض قلبه بها وبمحبتها وممارستها ويألفها ويكره الآخرة (كما يحمي) أي يمنع (أحدكم سقيمه الماء) أي شربه إذا كان يضره، وللماء حالة مشهورة في الحماية عند الأطباء، فهو جلّ اسمه يذود من أحبه عن الدنيا حتى لا يتدنس بها وبقذارتها ولا يشرق بغصصها، كيف وهي للكبار مؤذية وللعارفين شاغلة وللمريدين حائلة ولعامة المؤمنين قاطعة، والله - تعالى -لأوليائه ناصر، ولهم منها حافظ وإن أرادوها..




Photobucket

اخواني واخواتي في الله تدرون ماذا سيحدث أيضاً ان احبنا الله ..... او اذا احبك انت ... انت فقط ... واصطفاك وجعلك من عباد الرحمن تدري ماذا سيكون حالك لو احبك الله؟؟؟؟ فاذا علمت .... والله الذي لا اله غيره لو كنت صادقا.... لو كنت عاقلا.... لما طاب لك عيش حتي تصل الي هذه المرتبه العظمي التي لا يلقاها الا ذو حظ عظيم .. ولا فاز بها الا المصطفون... الذين صدقوا الله فصدقهم واخلصوا له الدين ... فرضي عنهم ورزقهم حبه فاذا احبك الله وجعلك منهم

- وهبك الايمان فزادت وسمت درجاتك عنده...(وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا عظيما)

- اعتق رقبتك من النار فلا تدخلها .. عن انس بن مالك رضي الله عنه قال مر النبي صلي الله عليه وسلم ...بأناس من اصحابه وصبي بني ظهراني الطريق فلما رأت امه الدواب خشيت علي ابنها أن يوطأ فسعت والهة فقالت: ابني ! ابني ! فاحتملت ابنها فقال القوم : يا نبي الله ! ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار...فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم( لا والله , لا يلقي الله حبيبه في النار ) صدقت ياحبيبى ياشفيعى يارسول الله

- كذلك إخوانى وأخواتى حسن اخلاقكم ووهبكم الرفق قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :(واذا احب الله عبدا اعطاه الرفق ما من اهل بيت يحرمون الرفق الا حرموا) صدقت ياحبيب الله

ومازالت علامات حب الله للعبد ..إن أحببت الله أحبك الله ولا تنتهى علامات حبه لعبده عز وجل ومنها أيضاً



Photobucket




و قال إبن القيم :إذا أحب الله عبداً اصطنعه لنفسه ، واجتباه لمحبته ، واستخلصه لعبادته ، فشغل همه به ، ولسانه بذكره ، وجوارحه بخدمته .

وقال رسول الله: اذا احب الله عبدا اقتناه لنفسه ولم يشغله بزوجة ولا ولدا.واذا احب الله عبدا ابتلاه فاذا احبه الحب البالغ اقتناه.قالو ا -يا رسول الله وما اقتناه؟ قال لم يترك له مالا ولا ولدا .وقال- اذا احب الله عبدا فى الدارالدنيا اجاعه فى موضع الطعام الرخيص،و الخير الكثير لا يجد طعاما يملاء بطنه.-واذا احب الله عبدا ابتلاه ليسمع تضرعه. واذا احب الله عبدا ابتلاه ، فان صبر اجتباه وان رضى اصطفاه واذا احب الله عبدا حماه فى الدنيا كما يحمى احدكم مريضه الماء واذا احب الله عبدا صب عليه البلاء صبا وثجه عليه ثجا فاذا دعا العبد قال جبريل :اى رب، اقض حاجته فيقول سبحانه دعه فانى احب ان اسمع صوته فاذا دعا يقول الله تعالى : لبيك عبدى وعزتى لا تسالنى الا اعطيتك، ولا تدعونى الا استجبت فاما اعجل لك واما ان ادخر لك افضل منه.




الله





الله






الله







ياحبيبى يا إلهى ..إن كان هذا هو حُبك ..سترتنى وأنا أعصيك وتقبلتنى عندما عدت إليك .. ودعوتك أن تــُرنى علامات مغفرتك لى ..فأريتنى إياها..وناجيتك فى الخفاء وأنت تعلم علتى ..وتحت سماؤك وعلى أرضك كانت ذلتى ..فسمعتنى ..وأبتهلت إليك بدموعى فأعطيتنى ..ودعوتك فأجبتنى.. وما منعت الملائكة دعائى أن يصلك وعندما طرقت باب توبتك ..لم تغلقه بوجهى وقبلتنى.. وماكان عسيرا بعمرى يسرته لى فجأة ..رفعت إليك يدى ..فما خذلتنى وأنا أدعوك ..وما عذبتنى وأنا أرجوك ..وقال لى الصالحين من عبادك هذه علامات حب الله لكِ ..وأنا أعلم أن الله إذا أحب عبداً إبتلاه ..فأجبتهم أرجو أن يكون إبتلاء ربى حباً لى وأذوناً لصوتى بالدعاء ..فالله عز وجل القائل وقوله الحق ( ولنبلونكم حتي نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم) (سورة محمد:31) صدق الله العظيم ..فهو عز وجل المحب لسماع صوت عبده ومناجاته..فأنا تبت إليك وأشتقت لرؤية وجه رسولك الكريم وفاضت روحى دموعاً من الندم ومن خشيتك .. أحبك ربى ..أحبك يا إلهى ..أناجيك سراً والأن علانيــة .. أ ُحبك ..فهل أحببتنى ؟ اللهم أرزقنا العمل الصالح والثبات فى القول والفعل حتى تطمئن قلوبنا ..ألم يقل رسولك الحبيب (عليه أفضل الصلاه والسلام)


(إذا أحب الله عبداً عسّله)


فقيل له: وما عسله؟


قال: (يوفق له عملاً صالحاً بين يدي أجله حتى يرضى عنه جيرانه أو قال من حوله)



نعم ..(عمل صالح يلهمه إياه حتى يقبضه عليه)
اللهم تُب علينا فقد أن لنا أن تخشع قلوبنا من ذكرك وما أنزلت من الحق


Photobucket




بلى ياربى قد آن ..قد آن..قد آن فإشتقنا إليك ..وإشتقنا لذكرك ..وتتوق أرواحنا لحُبك..فقد طال علينا الأمد وقست قلوبنا ..ولكننا عدنا إليك ويملأ قلوبنا الأمل فى رحمتك وقبولنا فتقبلنا وأحبنا نحن عبادك فأرحمنا ..ألم تقل عنا لملائكتك وقولك الحق (لو خلقتموهم لرحمتموهم) ..فأسعدنا بحبك وأختم بالباقيات الصالحات أعمالنا ..اللهم آمين
السعداء هم الذين يُختم لهم بأعمال السعداء.. يموتون وعلامات الخير تتنزل بهم.. يودّعون الدنيا وهم فرحون بما آتاهم الله من فضله.. يٌبشرون بالنعيم المقيم في دار الكرامة والرضوان.. جزاءً لهم بما كانوا يعملون.. جزاءً لهم بما كانوا يصبرون.. جزاءً لهم بما كانوا لأنفسهم يجاهدون.. نعم.. لأنفسهم يجاهدون..(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)أهل الاستقامة والصلاح.. هم أهل الخاتمة الحسنة.. هم الذين يوفقهم الله تعالى للتوبة والرجوع والأوبة إليه قبل موتهم.. هم الذين يموتون على الصالحات ويهجرون المعاصي والسيئات..








Photobucket







اللهم اجعل خير اعمالنا خواتيمها وخير ايامنا يوم نلقاك وانت راض عنا
اللهم أمين

Design by Amira Visit Original Post Amira Template